palestin holocoust

palestin holocoust
Gaza# VS Israel# holocoust

Wednesday, September 16, 2009

المرتزقـــــــــة


فوجئنا بخبر رحيل الكاتب الصحفي الكبير محمود عوض منذ ما يقرب من الأسبوع، خبر بل ليس خبر لقد كان سندان حديد وقد وقع من أعلي برج شاهق ليختار كل من عشقوا ذلك الرجل، الذي وللأسف لم يتسني لي ولكثيرين غيري الألتقاء به و الجلوس في حضرته والتعلم منه.


كنت أتكلم مع صديقي حينما فوجئت لعدم معرفته بذلك العلم الصحفي البارز والهام، وحقيقة لم أكن أعلم أنا الآخر الكثير عنه سوي أنه كاتب كبير و ... شكراً، وبدأنا من جديد في التساؤل، هل سنظل دائماً وأبداً نتعلم ونعلم بأمر رمز أو قيمة ما بعدما يرحل عن عالمنا ويصبح مجرد مجموعة ورق ومقالات هي ما تتحدث عنه كأرشيف مهني، فنحن علي دراية تامة لماذا يقدم المسئول الفاسد للمحاكمة ( إن حدث) بعدما يترك منصبه، أو لماذا تتكشف الحقائق بعد ترك المناصب، فإكراميات الصحفيين التي تدخل كبند أساسي من بنود ميزانيات الوزارات كفيلة بعمل كل ذلك .


وبما أن وراء كل إنسان قيمة يمكننا اكتسابها منه، فقد طالعت العديد من المقالات التي كتبت في نعي الكاتب ولا تخلو من سرد لوقائع دارت علي ارض الواقع وقيم ومبادئ قام بترسيخها عند تلاميذه، ولفت نظري في مقالة الكاتب محمد عبد الرحمن بموقع اليوم السابع، أن شعار أستاذنا محمود عوض في تعليم الصحفيين أصول وقواعد الصحافة هو " الصحافة كما يجب أن تكون " ، ويا له من شعار استوقفني كي أستعرض الكثير من المواقف المخجلة لصحفيين وكتاب، كنت أتمني أن يجلسوا معه ليتراجعوا عما يفعلونه بصحافتنا المصرية .


فالآلاف من الصحفيين النشء - مثلي - في حاجة لإستنساخ العشرات من محمود عوض، في زمن أصبح عدد غير قليل من زملاء المهنة " مرتزقة " في بعض الأحيان تحت وطأة الضغوط المادية المحيطة، من الممكن أن يفعل أي شيء قد يجعله يتقاضي مبلغاً محترم آخر الشهر، وهناك احتمال آخر وهو المنتشر أكثر وهو أن يصبح الصحفي (ضريب) ، وهو ما يعني أنه يقوم بفبركة الكلام و اختلاق أشياء وأسماء وأحداث لم ولن يكن لها وجود علي الإطلاق، وهو ما يضمن له أرشيف متميز من حيث الكم، يقوم بتقديمه للنقابة في دورات القيد، فذلك هو كل ما يشغله، بلا رسالة بلا مبادئ بلا وجع قلب .


عدد غير قليل أضحي يعتبر عمله كصحفي مثل أي عمل يقوم الفرد بأدائه ومن ثم إنجازه وتسلم الراتب في عملية روتينية مملة، بل أنها رسالة يجب علي الجميع أن يتفهم ويتدبر تلك الكلمة جيداً أنها رسالة، رسالة شرف وأمانة وخلق العمل، رسالة لإظهار الحق ودحض الباطل، الكشف عن الفساد وإيقاع المخربين .


أصبحت العملية المادية هي ما تسيطر علي الوضع الآن، مما ينبئنا بكارثة لن أقول ستحدث لأنها بالفعل تحدث في الوقت الحالي وستكتشفون تأخركم عن دفعها بعيداً، ولن تكون هناك صحافة ذات مصداقية، بل وحالياً هناك عدد ضخم من الصحفيين الشباب، لا يحبون أماكن عملهم ولا معاملتهم المادية من جهة رب العمل، ويتملكهم شعور بأنهم يعملون عنده بالسخرة فلا يتقاضون أجورهم بالشهر والاثنين وعند القبض، يتمني صاحب العمل أن يبتلعهم قبل أن يتحصل عليهم المستخدم، وعندما تبادر بسؤاله عما يجعله يعمل بذلك المكان من الأساس، تكون حجته مقنعة إلي حد ما( في ذلك الزمان ) ، وهي الحصول علي كارنيه نقابة الصحفيين، كي يحصل علي بدل .!!


فهل من الممكن أن يلزم المجلس الأعلى للصحافة، الصحف المصرية بدفع مرتبات ثابتة لغير المعينين، حيث أنهم يتعاملون بالقطعة مما يجعل الفرد منهم في حاجة إلي الكذب و الفبركة للحصول علي مبلغ ( كويس) آخر الشهر .


وأيضاً أن تكون هناك لجان دورية يذهب أليها الصحفي للتأكد من مدي وعيه بالرسالة المنوط به أدائها، ومتابعة أعماله لتكون بمثابة المؤشر، وإن لم يثبت مصداقيته وإخلاصه لعمله ورسالته، فلماذا علي صاحب الجريدة أن يبقي عليه .

4 comments:

mahasen saber said...

رحمة الله عليه
ربنا يرحمه ويتغمده برحمته الواسعه ..
انا من الناس اليى اتربت على كتاباته من ايام مجلة الشباب

رحمة الله عليه

جلال كمال الجربانى said...

رحمه الله
لقد كان فارساً بحق
ولكنه عاش وحيداً ومات وحيداً
ولكننا سنتذكره بأعماله ومواقفه المشرفه

بنت الصالحين said...

الله يرحمه ويغفرله


عبد مبارك عليك يانضال

Unknown said...
This comment has been removed by the author.