المائدة التى فقدت ارجلها

قرأت كتاب عن التفاوض و عن هذا الفن الجميل الذى نستطيع ان نستخدمه ليس فقط فى العداوات و الخصومات و المشاكل بل فى الحياة العملية ايضاً ...و الذى يمكن ان نستخدمه فى حل النزاعات بيننا و بين اشخاص اخريين

و ايضاً يمكن لنا ان نتعاون بمبدأ التفاوض ....عملى جداً وطبعاً طلعت من الكتاب اسس ابنى عليها هذا الموضوع

......................................

استحالة نجاح عملية تفاوض

فلسطينيية _ اسرائيلية

...................

هناك من ينادون بالسلام بين الفلسطينيين و الصهاينة

ينادون بالمفاوضات و اقامة حوار ثنائى الجانب او حتى ثلاثى يتدخل فيه طرف ثالث محايد

و لكنهم لم ينتبهوا الى شىء هام جداً من اهم النقاط التى يقوم على اساسها العملية التفاوضية

بدونه لا يمكن اقامة مفاوضات بين طرفين

وهو ايجاد نقطة التقاء مشتركة او ارضية مشتركة يستطيع الطرفين الالتقاء عندها

( كلام مكعبل شوية )....

هناك نقطة تتجمع عندها مصلحة ما من مصالح الطرفيين .. عند غياب هذه النقطة لا يمكن التوصل الى تفاوض جدى

لا يمكن الحصول على اتفاق مرضى .. و تظل العملية التفاوضية بين الطرفين معلقة لا هى بالمثمرة ولا هى بالفاشلة

و اسرائيل تتبع منهجية التفاوض الاسترخائى وتنجح فيه لتهدئة الاوضاع و لجعل الثورة الشعبية تتحول الى حالة ثبات عميق

واذا افترضنا ان حماس و فتح سوف يجتمعون لاقامة حوار او للبحث عن مفاوضات تبحث عن حل للوضع الراهن

هذا ممكن .. برغم كل الاختلافات التى تنبأ باستحالة الحوار

لماذا ؟

لان هناك نقطة تلتقى فيها مصالح الحركتين او مبادىء متفقون عليها

الا وهى الشعب الفلسطينيى فلا يستطيع احد الحركتيين ان ينكر ان مصالح شعبهم لها الاولويات

او انهم متفقين فى هذه النقطة ...

و لكن اين النقطة التى بين الفلسطينيين و الصهاينة المتفقين عليها و التى يقوم على اساسها التفاوض ؟

بكل بساطة لا توجد اى نقاط التقاء ... و لهذا نقول ان العملية التفاوضية مستحيلة بين الطرفين

وهناك سبب اخر لاستحالة هذه العملية .... ان الطرف الثالث يكون دائماً غير محايد

مثلاً امريكا لن تكون ابداً محايدة و لكنها بالعكس متحيزة لاسرائيل

ولا يجوز التفاوض بمبدأ القوى يدهس مصالح و مطالب الضعيف

يجب ان يكون الطرفين متساويين فى كفة القوة حتى يحصل كل منهم على مطالبه و يستحق احترام الاخر

كيف تكون هى مفاوضات جادة بينما لم يلتزم الطرف الصهيونى بالشروط الواردة و الملزمة له فى اتفاقيات سبق و ان تمت؟

كيف يكون هناك مفاوضات يوجد بها طرف محايد بينما نفس الطرف المحايد يزود احد الاطراف بالاسلحة لنشر الدمار؟

كيف يكون هناك مفاوضات جادة بينما يجلس الفلسطينيون و الصهاينة على مائدة المفاوضات يقتل عشرات من الشعب الفلسطينى فى نفس اللحظة التى يتفاوضون فيها ...

كيف لنا ان نتفاوض مع رجل جاء اسمه مقروناً بالفشل اكثر من 120 مرة

و هو ايهود اولمرت فى تقرير فينوجراد الاسرائيلى

يا من تنادون بالسلام .. كونوا سلام اولاً

و يا من تنادون بالمفاوضات .. وفروا شروط التفاوض الجاد_ الصحيح _الهادف اولاً

ولا تتبعون منهجية التفاوض الاسترخائى الذى هو فقط لتمييع الامور و خفض الثورات ..

و شعبنا هو اسرع شعب يثور و اسرع من الصاروخ فى الهدوء عندما يعلم ان هناك مفاوضات

او حوار جارى... جارى على المائدة التى فقدت ارجلها ....

juba