الحكومة بين الاضراب و الاضطراب

اخيراً .. وقعت الحكومة فى شر اعمالها , بدايات او بشاير الانفجار الاعظم تدق الابواب
فاول نتائج تعسف و تعنت الحكومة المصرية الاضراب العام التى قامت به طوائف من الشعب
قليلة نسبة الى عدد السكان ولكنها كثيرة نسبة الى ثقافة الشعب المصرى الاضرابية
فقد شهد يوم 6 ابريل الماضى اقبال كان من غير المتوقع وبعكس ما قالت الصحف القومية عن انه لا توقف فى المصالح الحكومية ولا الجامعات .. فتعطى لك احساس ان كل شى على ما يرام و مافيش اى اضراب و ان الشعب العاقل يرفض فكرة الاضراب من الاساس
مع ان من اول سواق التاكسى لغاية المديريين كانوا مضربين
فنرى هنا فشل الحكومة فى احتواء غضب الشعب
الحكومة فاشلة فى فض الزحام المرورى المؤثر سلباً على حركة الاقتصاد بطريقة او باخرى ,مباشرة او غير مباشرة ..
الحكومة فاشلة فى زيادة دعم المواد الاساسية حتى لا يرتفع سعرها
عند المواطن البسيط
الحكومة فشلت حين اعتادت ضرب المتظاهريين و اعتقالهم
وفشلت هذه المرة فى ردع المواطنون

و على فكرة انا متضامن مع معتقلى 6 ابريل

و خاصة اسراء
لان ما كان يكتم افواه المصريين هو رغيف العيش او لقمة العيش
ولم تتركها الحكومة لهم و بغبائها سلبت المواطن هذا الحق
الذى كان يلهيه عن فضائحها و جرائمها الاستفزازية
الذى كان يلهيه عن تفهم حقوقه .. وممارستها تحت غطاء القانون
ولكن بما ان لا احد يعرف حقوقه فبات من العادى جداً انك تتكرت على قفاك
ومن الطبيعى ايضاً ان تحجز اربعة او خمسة او خمسة عشر يوماً داخل اقسام و سجون الشرطة بدون اى تهم معلقة حولك .. وبدون توجيه اى تهم بطريقة رسمية الى المحتجزيين
اصبح من السيستم اليومى لبعض ظباط الشرطة استيقاف و تفتيش و احتجاز اى شخص بموجب السلطات المخولة لهم "على حد علمى "و بموجب الهوى الذى اصبحنا نعيش به
وبموجب ضياع و توهان عقولنا عن اننا نعرف ايه حقوقنا
و بالفعل اصبحت الحكومة تعيش و تحكم بالهوى وليس بموجب القانون
وبما ان الاعلام المصرى يتعمد تضليل و تعتيم البيانات و الاخبار و الاحصائيات
وبما ان وزارة التربية و التعليم لا تعرف الا منهج كتب و رسم بيد الحكومة وعلى هواها
اذاً نحن فى بحر الظلمات بل فى محيط الافترائات لم نعد نعرف ما الخطأ من الصواب
من المرشد و من المضلل من يأوى و من يهجر
اعتقد انه من ابسط حقوقى كمواطن مصرى ان اعرف حقوقى و قبل ان اعرفها اتمنى ان اعرف واجباتى كاملة
ولكننا نسمع فى الاعلام عن بعض الواجبات فقط ولم نسمع قط عن الحقوق
حتى ان الحكومة فشلت فى حماية ابنائها من هم بداخل اراضيها و ان كانت فشلت ايضاً فى حماية وصيانة كرامة من هم بالخارج من ابنائها
فتلونت الحدود بلون دماء 58 شهيداً كان هذا هو احد اوجه الفشل حتى انها فشلت فى الاتيان بحقوقهم
ومحاسبة و تجريم من فعل هذه الجريمة
فشلت فى الحفاظ على ابنائها و ابقائهم بداخل اراضيها فأصبحنا نرى تجار الاوهام يبيعون و يشتروا فى الشباب
فقط لتحقيق حلم الثراء الذى يراود الكثيرين و فى النهاية .... صرعى على شواطىء الاحلام
فشلت فى احتواء مواهب و علوم الشباب و توفير الامكانيات لهم مما اضطر الشباب الى الهجرة و الدراسة فى امريكا او اوروبا او البحث عن اى احد باى اتجاه يتبناهم لكى يزيدوا معرفة و يستغل الطرف الاخر احتياج الشباب للمال فيتبناهم وياخذ منهم كل ما تنتجه عقولهم قبل ايديهم
انها حقاً حكومة فاشلة و يجب ان تتغير .. او تغير
تغير المواد الاعلامية التافهة .. المناهج الدراسية الخاوية .. تغير كل شىء حالى

تخيلوا ان فيه ولد صغير بتاع اثناعشر سنة بيقولى اسمك ايه

قولت له انا اسمى نضال وانت

استغرب كدة و بصلى و بيقولى ايه الاسم ده .. قولت له ده اسم فلسطينى

قالى يبقى انت حظك كويس ان المصريين ما قطوعكش .. قولتله ليه يقطعونى ليه هو انا عملتلهم ايه

قالى انت مش فلسطينى؟ .. روحت قولتله ايوة . قالى ده المصريين متغاظيين منكم اوى

قولتله ليه طب و الفلسطينيين عملوا ايه ؟ .... قالى مش انتوا بتضربوا فى الناس و تقتلوهم

قولتله يا ابنى الفلسطينيين دول اخوتنا و حبايبنا لكن اسرائيل هية الى بتضرب فى الفلسطينيين

بص لى باستغراب و تسائل قائلاً : هو مش اسرائيل و فلسطين واحد ؟

قولتله لا طبعاً .. فتسائل قائلاً : طب اومال ايه اسرائيل دى ؟

قولتله دول شوية عصابات و حرامية دخلوا عايزيين يسرقوا الارض .. قالى طب ما الفلسطينيين ييجوا يقعدوا هنا ولا فى اى حتة بعيد عن الدوشة دى ... قواتله ما ينفعش ..بص

يعنى انت لو قاعد فى بيتك و لقيت حرامى عايز يسرقك هتجرى بره بيتك ولا هتضربه و تقاومه

قالى لا ده انا هظبطه ... قولتله نفس الحكاية فى فلسطين ..بيظبطوهم

ضحك واقتنع و فهم مين الى اخوتنا و مين اعدائنا

شوفتوا التعليم و التوعية عندنا ناضجة ازاى ... شوفتوا الاعلام عندنا بيضلل ببيانات و معلومات مغلوطة الهدف منها

تغيب الوعى و عدم الادراك ...... و الشغل كله على الاطفال الصغيرين
واعتقد ان الحكومة لن تغير ...اذن فلتتغير
وهذا الاضراب كان مجرد ترمومتر لقياس مدى استجابة الشارع و قد كان ولكن القادم سوف يكون اقوى و ما بعده هو الاقوى و هكذا

و الاضراب القادم يوم 4/5/2008
بس احسن حاجة عجبتنى فى الموضوع ده انهم كانوا مرعوبين بجد
ولفوا على الشركات كلها بتوع امن الدولة و نبهوا على اصحاب الشركات انهم ينبهوا على الموظفين
او بمعنى ادق و اوضح يهددوهم بان الى هيغيب فى اليوم ده هيفصل من عمله و سيتم الاستغناء عنه
و الموضوع ده حدث معى شخصياً
..........

حدث فى فلسطين :

مجزرة جديدة فى مخيم البريج راح ضحيتها اكثر من 17 شخص من بينهم مصور شبكة رويترز

واكثر من 29 مصاباً .. والحكومة المصرية مازالت تصر على احكام الحصار على الفلسطينيين

حسبنا الله و نعم الوكيل

nidaal