

القنّاصة
المقدمة
.........
قال تعالى: وَمَا رَمَيْتَ إِذْ رَمَيْتَ وَلَكِنَّ اللَّهَ رَمَى، (الأنفال: 17)
وقال رسوله الكريم: وَأَعِدُّوا لَهُمْ مَا اسْتَطَعْتُمْ مِنْ قُوَّةٍ أَلا إِنَّ الْقُوَّةَ الرَّمْيُ أَلا إِنَّ الْقُوَّةَ الرَّمْيُ أَلا إِنَّ الْقُوَّةَ الرَّمْيُ، (صحيح مسلم
................
فالرماية مهارة إنسانية تدفع إليها الغريزة البشرية، كما يحث عليها ديننا، فهي قوة نرهب بها الأعداء. وقد برز هذا الدور إبان حرب أكتوبر 1973، وأثناء أعمال الاستنزاف ضد القوات الإسرائيلية على الجبهات المختلفة، ما جعل القادة العسكريون يضعون في حساباتهم ذلك الدور الحيوي لهؤلاء الأفراد، الذين كان لهم عظيم الأثر في إنهاء بعض المعارك
. ولمّا كان فن القنص هو قمة مهارة الرماية، اهتمت الجيوش الحديثة باختيار الأفراد المناسبين، وتدريبهم تدريباً خاصاً لا يقتصر على مقدرتهم على الرماية، بل تعدى ذلك إلى تدريبات المهارة في الميدان، والاستخدام الجيد للسلاح، والمرونة وخفة الحركة، وفنون القتال الأخرى. المبحث الأول لأسس تعلم الرماية
أولاً: المكونات الأساسية للرمي
"الاقتناص"
1. الرامي "القنّاص"فرد متفتح الذهن سليم البنية، كبير المجهود، لديه قدرة فائقة على الرماية والمهارة في الميدان، كما يجيد المراقبة والاستطلاع والطبوغرافية. ويُنتقى القناص في مراكز التدريب والوحدات العسكرية، بناءً على نتائج إجراء تمرين تجميع على مسافة 100م، ويجتاز هذا الاختبار من يحصل على تجميع 10سم بعدد ثلاثة طلقات، وكذلك طبقاً لنتائج الكشف الطبي الراقي، والاختبار الرياضي، واختبارات التوافق العصبي العضلي.
ويجب أن يتوافر في القناص الآتي:
أ. أن يكون حاد النظر، ويجيد الرؤية ليلاً.
ب. أن يكون ماهراً في الرمي، واجتاز اختبارات الرماية.
ج. أن يتمتع بلياقة بدنية عالية، وقدرة على التحمل.
د. لديه قدرة غريزية على استخدام الأرض بمهارة.
هـ. يجيد التصرف في المواقف الحرجة. و. لا يزيد عمره عن ثلاثين عاماً.
ز. لديه الرغبة الصادقة أن يعمل قناص.
2. المدرب
يؤدي المدرب الدور الرئيسي في إعداد جيل متميز من القنّاصين؛ فهناك مدرب متخصص للتدريب الأولي الابتدائي، ذو عين فاحصة تمكنّه من اختيار العناصر المميزة، لتشكيل فريق من الرماة المهرة منها. وهناك المدرب المتخصص في مرحلة التدريب المتوسط، الذي يختار القناصين المحترفين، من المرحلة السابقة. وهناك المدرب المتخصص للمستوى الراقي، وهو المكلف بتدريب القناصين وصقل مهارتهم والمحافظة على المستوى الراقي، بصفة مستديمة.
ويتحقق وجود هذا النوع من المدربين بالآتي:
أ. رامٍ سابق "قناص"، توقف مستواه عند حد معين بسبب نقص اللياقة وتقدم العمر، ولم يحقق النتائج المطلوبة كقناص، فيؤهل ليكون مدرباً.
ب. إدخال تخصص تدريب الرماية ضمن مناهج الكليات والمعاهد العسكرية.
ج. إتاحة الفرصة للمدربين المبتدئين لصقل مهارتهم التدريبية، من طريق البعثات الخارجية والدّراسات العليا.
3. السِّلاح

يلزم وجود أسلحة من أنواعٍ متقدمة وعالية الجودة، تختلف أنواعها وخواصها طبقاً للمهمة. كما يلزم توفير هذه الأسلحة بأعداد تمكن المدّرب من تأهيل الرماة، على أن يكون لكل رامٍ السلاح الخاص به، لإيجاد ألفة بين القناص وسلاحه.
4. ميادين الرمي
تُعد ميادين الرماية الركيزة الأساسية لتدريب القنّاصة، لأنها تمثل مسرح العمليات المنتظر. ومن خلال الميادين تُجرى التمارين طبقاً لمستوياتها المختلفة، وشروط إجرائها، ودرجة الصعوبة المطلوبة.
وينبغي أن يتوفر في ميدان الرماية الشروط الرئيسية الآتية:
أ. أن يكون في منطقة مشابهة لميدان المعركة المنتظر (صحراوية ـ جبلية ـ زراعية ـ مدن
ب. أن يسمح بتنفيذ تمارين الرماية، طبقاً للغرض الذي أنشئ من أجله.
ج. أن يحقق للمدرب السّيطرة على الرماة، ومراقبة وتسجيل أخطائهم، وإعطاء التوجيهات اللازمة
د. أن يحقق عنصر الأمان. كما ينبغي أن تتوافر ميادين ذات طبيعة مختلفة، تمكِّن من إجراء التمارين
:
النشر القادم :
تمارين الرمى المختلفة
التمارين التكتيكية
التسليح و الذخيرة